كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


غزوة حنين

30205- ‏{‏مسند بديل بن ورقاء‏}‏ قال أبو نعيم‏:‏ حدثنا الحسن بن علان حدثنا عبد الله بن ناجية حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي عبلة عن ابن لبديل بن ورقاء عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يحبس السبايا والأموال يوم حنين بالجعرانة حتى يقدم عليه فحبست‏.‏

‏(‏خ‏)‏ في تاريخه والبغوي؛ قال في الإصابة‏:‏ إسناده حسن‏)‏ ‏(‏ذكر الحديث ابن حجر في الإصابة في ترجمة بديل بن ورقاء ‏(‏1/233‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

30206- ‏{‏مسند البراء بن عازب‏}‏ عن أبي إسحاق قال‏:‏ قال رجل للبراء‏:‏ هل كنتم وليتم يوم حنين يا أبا مارة‏؟‏ قال‏:‏ أشهد على النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما ولى، ولكن انطلق أخفاء من الناس وحشر إلى هذا الحي من هوزان وهم قوم رماة فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود بغلته، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستنصر ودعا يقول‏:‏

أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب

اللهم انزل نصرك قال‏:‏ والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع الذي يحاذي به‏.‏

‏(‏ش‏)‏ وابن جرير‏.‏

30207- عن البراء بن عازب قال‏:‏ لا والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين دبره قال‏:‏ والعباس وأبو سفيان آخذ بلجام بغلته وهو يقول‏:‏

أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب‏.‏

‏(‏ش‏)‏، وأبو نعيم‏.‏

30208- عن البراء قال‏:‏ كان أبو سفيان يقود بالنبي صلى الله عليه وسلم بغلته يوم حنين، فلما غشي النبي صلى الله عليه وسلم المشركون نزل وهو يرتجز‏:‏

أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب

قال‏:‏ فما رئي من الناس أشد منه‏.‏

ابن جرير‏.‏

30209- ‏{‏من مسند بريدة بن الحصيب الأسلمي‏}‏ عن عبد الله بن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين انكشف الناس عنه فلم يبق معه إلا رجل يقال له زيد آخذ بعنان بغلته الشهباء، وهي التي أهداها له النجاشي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ويحك يا زيد ادع الناس، فنادى أيها الناس هذا رسول الله يدعوكم فلم يجب أحد عند ذلك فقال‏:‏ حض الأوس والخزرج فقال‏:‏ يا معشر الأوس والخزرج هذا رسول الله يدعوكم فلم يجبه أحد عند ذلك فقال‏:‏ ويحك ادع المهاجرين فإن لله في أعناقهم بيعة قال‏:‏ فحدثني بريدة أنه أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون ‏(‏الجفون‏:‏ جفون السيوف‏:‏ أغمادها، واحدها جفن‏.‏ النهاية 1/280‏.‏ ب‏)‏ وكسروها، ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح عليهم‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

30210- عن جابر قال‏:‏ كان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين أيمن ابن أم أيمن وهو أيمن بن عبيد‏.‏

أبو نعيم‏.‏

30211- عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين‏:‏ الآن حمي الوطيس، ثم انتحى ركابه وقال‏:‏ هزموا ورب الكعبة‏.‏

العسكري في الأمثال‏.‏

30212- ‏{‏مسند الحارث بن بدل السعدي‏}‏ عن الحارث بن بدل قال‏:‏ شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب وأبا سفيان بن الحارث فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوهنا بقبضة من الأرض، فانهزمنا فما خيل إلي أن لا شجر ولا حجر إلا وهو في آثارنا‏.‏

الحسن بن سفيان، ‏(‏طب‏)‏، وأبو نعيم، ‏(‏كر‏)‏‏.‏

30213- عن الحارث بن سليم بن بدل قال‏:‏ كنت مع المشركين يوم حنين فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفا من حصى فضرب به وجوههم وقال‏:‏ شاهت الوجوه فهزم الله المشركين‏.‏

ابن منده، ‏(‏كر‏)‏‏.‏

30214- ‏{‏من مسند الحسين بن علي‏}‏ قال الزبير بن بكار‏:‏ حدثني إبراهيم بن حمزة حدثني محمد بن عثمان بن أبي حرملة مولى بني عثمان عن الحسين بن علي قال‏:‏ كان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين العباس وعلي وأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

30215- عن محمد بن عثمان بن أبي حرملة مولى بني عثمان عن الحسين بن علي قال‏:‏ كان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين العباس وعلي وأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وعبد الله ابن الزبير بن عبد المطلب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

30216- ‏{‏من مسند أبي السائب خباب‏}‏ عن حكيم بن حزام سمعنا صوتا من السماء وقع إلى الأرض كأنه صوت حصاة في طست، ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بتلك الحصاة فانهزمنا‏.‏

‏(‏طب‏)‏‏.‏

30217- عن رافع بن خديج قال‏:‏ أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين أبا سفيان بن الحارث وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى العباس بن مرداس دون ذلك فقال العباس بن مرداس‏:‏

أتجعل نهبي ونهب العبي * د ‏[‏العبيد‏]‏ بين عيينة والأقرع

وما كان بدر ولا حابس * يفوقان مرداس في المجمع

وما كنت دون امرئ منهما * ومن يخفض اليوم لا يرفع

‏(‏نهبي‏:‏ في الحديث ‏(‏ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليها أبصارهم وهو مؤمن‏)‏ النهب‏:‏ الغارة والسلب‏:‏ أي لا يختلس شيئا له قيمة عالية‏.‏

ومنه الحديث ‏(‏فأتى بنهب‏)‏ أي غنيمة يقال‏:‏ نهبت أنهب نهبا‏.‏ ومنه حديث أبي بكر ‏(‏أحرزت نهبي وأبتغي النوافل‏)‏ أي قضيت ما علي من الوتر قبل أن أنام لئلا يفوتني، فإن انتهبت تنفلت بالصلاة، والنهب ههنا بمعنى المنهوب تسمية بالمصدر‏.‏

ومنه شعر العباس بن مرداس‏:‏ أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع‏.‏ عبيد مصغر‏:‏ اسم فرسه، وجمع النهب‏:‏ نهاب ونهوب‏.‏

النهاية 5/133‏.‏ ب‏)‏ قال‏:‏ فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة‏.‏

‏(‏كر‏)‏ ‏(‏الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم رقم ‏(‏1060‏)‏ فكان ضبط الأبيات والاستدراك منه‏.‏ ص‏)‏‏.‏

30218- ‏{‏من مسند سلمة بن الأكوع‏}‏ عن إياس بن سلمة قال‏:‏ حدثني أبي قال‏:‏ غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوزان فبينما نحن نتضحى ‏(‏نتضحى‏:‏ أي نتغدى‏.‏ النهاية 3/76‏.‏ ب‏)‏ وعامتنا مشاة فينا ضعفة إذ جاء رجل على جمل أحمر، فانتزع طلقا ‏(‏طلقا‏:‏ الطلق بالتحريك‏:‏ قيد من جلود‏.‏ النهاية 3/134‏.‏ ب‏)‏ من حقبه ‏(‏حقبة‏:‏ أي من الحبل المشدود على حقو البعير أو من حقيبته، وهي الزيادة التي تجعل في مؤخر القنب والوعاء الذي يجمع الرجل فيه زاده‏.‏ النهاية 1/412‏.‏ ب‏)‏ فقيد به جمله رجل شاب، ثم جاء يتغدى مع القوم، فلما رأى ضعفهم وقلة ظهرهم خرج يعدو إلى جمله، فأطلقه، ثم أناخه فقعد عليه، ثم خرج يركضه فاتبعه رجل من أسلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة ورقاء هي أمثل ظهر القوم، فقعد فاتبعه فخرجت أعدو فأدركته ورأس الناقة عند ورك ‏(‏ورك‏:‏ الورك‏:‏ ما فوق الفخذ، وهي مؤنثة وقد تخفف، مثل‏:‏ فخذ وفخذ‏.‏ المختار 568 ب‏)‏ الجمل، وكنت عند ورك الناقة، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبتيه بالأرض اخترطت سيفي فأضرب رأسه فندر فجئت براحلته وما عليها أقوده فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا فقال‏:‏ من قتل الرجل‏؟‏ فقالوا‏:‏ ابن الأكوع، فنفله ‏(‏فنفله‏:‏ النفل‏:‏ الغنيمة قال‏:‏ إن تقوى الله خير نفل أي خير غنيمة والجمع أنفال مثل سبب وأسباب‏.‏ المصباح 2/851‏.‏ ب‏)‏ سلبه ‏(‏سلبه‏:‏ هو ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها، وهو فعل بمعنى مفعول‏:‏ أي مسلوب‏.‏ النهاية 2/387‏.‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

30219- ‏{‏مسند شيبة بن عثمان العبدري صاحب الكعبة‏}‏ عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال‏:‏ خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين والله ما خرجت إسلاما ولكني خرجت آنفا أن تظهر هوزان على قريش، فوله إني لواقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قلت‏:‏ يا نبي الله إني لأرى خيلا بلقا قال‏:‏ يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر فضرب بيده في صدري فقال‏:‏ اللهم اهد شيبة ففعل ذلك ثلاثا، فما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده عن صدري الثالثة حتى ما أحد من خلق الله تعالى أحب إلي منه، فالتقى المسلمون فقتل من قتل ثم أقبل النبي صلى الله عليه وسلم وعمر آخذ باللجام والعباس آخذ بالثفر ‏(‏بالثفر‏:‏ الثفر‏:‏ هو السير في مؤخر السرج‏.‏ المختار 62‏.‏ ب‏)‏، فنادى العباس‏:‏ أين المهاجرون أين أصحاب سورة البقرة بصوت عال‏؟‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول قدماها‏:‏

أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب

فأقبل المسلمون فاصطكوا بالسيوف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ الآن حمي الوطيس‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

30220- عن عبادة بن الصامت قال‏:‏ أخذ العباس بعنان دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين حين انهزم المسلمون، فلم يزل آخذا بعنان دابته حتى نصر الله رسوله وهزم المشركون‏.‏

الزبير بن بكار، ‏(‏كر‏)‏‏.‏

30221- عن العباس بن المطلب قال‏:‏ شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث، فلزمنا النبي صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء، وأنا آخذ بلجامها أكفها وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين فقال لي‏:‏ ناد أصحاب السمرة فأقبل المسلمون فنظر وهو كالمتطاول إلى قتالهم فقال هذا حين حمي الوطيس، ثم أخذ حصيات فرمى بها وجوههم وقال‏:‏ هزموا ورب الكعبة، فهزمهم الله فكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم خلفهم يركض على بغلته‏.‏

العسكري في الأمثال‏.‏

30222- عن أبي بكر بن سبرة عن إبراهيم بن عبد الله عن عبيد بن عبد الله بن عتبة عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ جاءت أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم السعدية إليه مرجعه من حنين فلما رآها رحب بها وبسط لها رداءه، لأن تجلس عليه فاعظمت ذلك، فعزم عليها فجلست فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلت دموعه لحيته فقال رجل من القوم‏:‏ أتبكي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم لرحمها وما دخل عليها، لو كان لأحدكم أحد ذهبا ثم أعطاه في حق رضاعه ما أدى حقها، أما حقي الذي آخذ منك فلك، وأما ما للمسلمين فلست بآخذته إلا أن يطيبوا به نفسا، قال‏:‏ فلم يبق أحد من المسلمين إلا أدى ما أخذ منها‏.‏

‏(‏عب‏)‏؛ قال في المغني‏:‏ أبو بكر بن أبي سبرة قال ‏(‏حم‏)‏‏:‏ كان يضع الحديث‏.‏

30223- عن ابن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى يوم حنين ستة آلاف بين غلام وامرأة، فجعل عليهم أبا سفيان بن الحارث‏.‏

الزبير بن بكار، ‏(‏كر‏)‏‏.‏

30224- عن عروة بن محمد بن عطية عن أبيه عن جده عطية أنه كان ممن كلم النبي صلى الله عليه وسلم يوم سبى هوزان فقال‏:‏ يا رسول الله عشيرتك وأصلك وكل المرضعين دونك، ولهذا اليوم اختبأناك، وهن أمهاتك وأخواتك وخالاتك، وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فرد عليهم سبيهم إلا رجلين فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اذهبوا فخيروهما، فقال أحدهما‏:‏ إني أتركه وقال الآخر‏:‏ إني لا أتركه، فلما أدبر قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللهم أخس ‏(‏أخس‏:‏ قال أبو منصور‏:‏ العرب تقول‏:‏ أخس الله حظه وأخته بالألف إذا لم يكن ذا حد ولا حظ في الدنيا ولا شيء من الخير‏.‏ لسان العرب 6/64‏.‏ ب‏)‏ سهمه فكان يمر بالجارية البكر وبالغلام فيدعه حتى مر بعجوز فقال‏:‏ إني آخذ هذه فإنها أم حي ويستنقذونها مني بما قدروا عليه فكبر عطية فقال‏:‏ خذها فوالله ما فوها ببارد ولا ثديها بناهد ولا وافدها بواجد عجوز بتراء شنة ما لها أحد، فلما رآها لا يعرض لها أحد تركها‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

30225- عن أنس قال لما كان يوم حنين قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ الآن حمي الوطيس، وكان علي بن أبي طالب أشد الناس قتالا بين يديه‏.‏

العسكري في الأمثال‏.‏

30226- عن أنس كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، اللهم إنك إن تشأ لا تعبد بعد هذا اليوم‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

30227- عن ابن شهاب قال أخبرني عمر بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده قال‏:‏ بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقبلة من حنين علقت رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أعطوني ردائي، فلو كان لي عدد هذه العضاه نعم لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا‏.‏

ابن جرير في تهذيبه‏.‏

30228- عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو عند ثنية الأراكة وهو يعطي حين فرغ من حنين، فاضطره الناس إلى سلمة فانتزع غصن من السلمة رداءه، فالتفت إلينا بوجهه مثل شقة القمر فقال‏:‏ أعطوني ردائي، فأعطيناه إياه ثم قال‏:‏ تخافون علي البخل فوالذي نفسي بيده لو كان عندي مثل صوحي هذا الجبل لأعطيتكموه قال‏:‏ وصوحا الجبل جانباه ومقادمه ومآخره‏.‏

ابن جرير؛ وقال‏:‏ إنما هو صوحاة الجبل ولكن الشيخ كذا قال‏.‏

30229- عن أبي الزبير عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال‏:‏ غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا ببطن نخلة واجتمع إليه الناس فركبوه فمر بشجرة فنشبت بردائه فتخرق، فأقبل علينا بوجهه كأنه فلقة قمر وكأن عكنه أساريع ‏(‏أساريع‏:‏ وفي صفته عليه السلام ‏(‏كأن عنقه أساريع الذهب‏)‏ أي طرائقه وسبائكه، واحدها أسروع، ويسروع‏.‏ النهاية 2/361‏.‏ ب‏)‏ ذهب فقال‏:‏ يا أيها الناس أمكنوني من ردائي أتخافون علي البخل‏؟‏ فوالذي نفسي بيده لو كان معي مثل شجر وطائر نعم حمر لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا‏.‏

أبو نعيم‏.‏

30230- عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين سأله الناس فأعطاهم من البقر والغنم والأبل، حتى لم يبق شيء من ذلك فماذا تريدون‏؟‏ أتريدون أن تبخلوني‏؟‏ فوالله ما أنا ببخيل ولا جبان ولا كذوب، فجذبوا ثوبه حتى بدا منكبه فكأنما انظر حين بدا منكبه إلى شقة القمر من بياضه‏.‏

ابن جرير؛ وسنده على شرط الشيخين‏.‏

30231- عن هشام بن زيد عن أنس قال‏:‏ لما كان يوم حنين جمعت هوزان وغطفان للنبي صلى الله عليه وسلم جمعا كثيرا والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ في عشرة آلاف أو أكثر من عشرة آلاف ومعه الطلقاء، فجاؤوا بالنفر والذرية، فجعلوا خلف ظهورهم، فلما التقوا ولى الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ على بغلة بيضاء، فنزل فقال‏:‏ إني عبد الله ورسوله ونادى يومئذ نداءين لم يخلطا بينهما كلاما، فالتفت عن يمينه فقال‏:‏ أي معشر الأنصار فقالوا‏:‏ لبيك يا رسول الله نحن معك، ثم التفت عن يساره فقال‏:‏ يا معشر الأنصار فقالوا‏:‏ لبيك يا رسول الله نحن معك، ثم نزل إلى الأرض، فالتقوا فهزموا، وأصابوا من الغنائم، فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الطلقاء وقسم فيها، فقالت الأنصار‏:‏ ندعى عند الشدة، وتقسم الغنيمة لغيرنا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجمعهم وقعد في قبة فقال‏:‏ أي معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم‏؟‏ فسكتوا فقال‏:‏ يا معشر الأنصار لو أن الناس سلكوا واديا، وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار، ثم قال‏:‏ أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحوزنه إلى بيوتكم‏؟‏ قالوا‏:‏ رضينا يا رسول الله قال هشام بن زيد‏:‏ قلت لأنس‏:‏ وكنت شاهد ذلك‏؟‏ قال‏:‏ وأين أغيب عن ذلك‏.‏

‏(‏كر، ‏(‏الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم رقم ‏(‏135‏)‏‏.‏ ص‏)‏ ش‏)‏‏.‏

30232- عن أنس قال‏:‏ جاء أبو طلحة يوم حنين يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله ألم تر إلى سليم معها خنجر‏؟‏ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا أم سليم ما أردت إليه‏؟‏ قالت‏:‏ أردت غن دنا إلي أحد منهم طعنته به‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

30233- عن أنس قال‏:‏ أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين الأقرع بن حابس مائة من الإبل وعينة بن حصن مائة من الإبل، فقال ناس من الأنصار‏:‏ يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمنا ناسا تقطر سيوفنا من دمائهم أو تقطر سيوفهم من دمائنا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأرسم إليهم فجاؤوا فقال‏:‏ فيكم غيركم‏؟‏ قالوا‏:‏ لا إلا ابن أختنا قال‏:‏ إن ابن أخت القوم منهم فقال‏:‏ قلتم كذا وكذا أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون بمحمد إلى دياركم قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ الناس دثار والأنصار شعار الأنصار ‏(‏فالعبارة هنا غير مستقيمة لفظها‏:‏ ففي صحيح مسلم كتاب الزكاة رقم - الحديث ‏(‏1061‏)‏ الأنصار شعار والناس دثار‏.‏

وأما معنى ‏(‏كرشي وعيبتي‏)‏ معناه جماعتي وخاصتي‏:‏ والحديث في صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة رقم ‏(‏2510‏)‏‏.‏ ص‏)‏ كرشي وعيبتي فلولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

30234- عن أنس أن هوزان جاءت بالصبيان يوم حنين والنساء والإبل والغنم فجعلوها صفوفا يكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما التقوا ولى المسلمون كما قال الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله ثم قال‏:‏ يا معشر المهاجرين أنا عبد الله ورسوله قال‏:‏ فهزم الله المشركين ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ‏:‏ من قتل كافرا فله سلبه، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا، فأخذ أسلابهم وقال أبو قتادة‏:‏ يا رسول الله إني ضربت رجلا على جبل العاتق وعليه درع له قد تحصفت عنه فأعجلت عنه، قال‏:‏ فانظر من أخذها، فقام رجل فقال‏:‏ انا أخذتها فأرضه عنها، وأعطنيها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر‏:‏ لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده، ويعطيكها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ صدق عمر ولقي أبو طلحة أم سليم ومعها خنجر فقال أبو طلحة يا أم سليم‏:‏ ما هذا معك‏؟‏ قالت أردت إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه، فقال أبو طلحة‏:‏ يا رسول الله ألا تسمع ما تقول أم سليم‏؟‏ قالت‏:‏ يا رسول الله اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك يا رسول الله فقال‏:‏ إن الله قد كفى وأحسن‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏